
مع اقتراب موسم الخريف وتقلبات الطقس المصاحبة له، يدخل مرضى الحساسية في حالة تأهب قصوى. يعتبر هذا الفصل من أصعب الأوقات على الجهاز التنفسي والجلد، حيث يمثل بيئة مثالية لانتشار مسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح وعث الغبار والفطريات.
يقدم لنا الدكتور صلاح شعراوي، استشاري الحساسية والمناعة، مجموعة من النصائح والإرشادات الحيوية لمساعدة مرضى الحساسية على الاستعداد جيداً لهذا الموسم وتقليل حدة الأعراض. فالوقاية دائمًا هي خط الدفاع الأول.
1. السيطرة على بيئة المنزل: تقليل مسببات الحساسية
يؤكد الدكتور شعراوي أن بيئة المنزل هي أهم نقطة للتحكم، خاصة غرفة النوم، لأننا نقضي فيها أطول فترة زمنية.
مكافحة عث الغبار: يزدهر عث الغبار (حشرة الفراش) في البيئات الرطبة وداخل الأقمشة.
تشـميس الأغطية والوسائد والمراتب بشكل دوري، خاصة تلك التي لا تتعرض للشمس بشكل مباشر.
تقليل الكراكيب والأثاث داخل غرفة النوم قدر الإمكان لتقليل الأماكن التي يتراكم فيها الغبار.
استخدام أغطية واقية للمراتب والوسائد ضد عث الغبار.
تنظيف المطبخ والحمامات: تعتبر هذه الأماكن بيئة خصبة للفطريات بسبب الرطوبة.
تجنب ترك الماء يتراكم أو يتنقط في الحمامات والمطبخ. يجب أن تظل الحمامات جافة قدر الإمكان.
التخلص من بقايا الأكل والاهتمام بتنظيف سلة المهملات بانتظام.
إغلاق النوافذ: ينصح بغلق النوافذ في الأيام التي تشهد رياحًا شديدة أو غبارًا وأتربة لتقليل دخول مسببات الحساسية إلى المنزل.
2. العناية الشخصية اليومية والروتين الخارجي
التعامل مع الأجواء الخارجية يتطلب تعديلًا في روتينك اليومي لمنع نقل المثيرات إلى الداخل.
الاستحمام قبل النوم: شدد الدكتور شعراوي على أهمية الاستحمام بعد العودة إلى المنزل وقبل النوم مباشرة. يساعد هذا في التخلص من حبوب اللقاح والأتربة العالقة بالشعر والملابس والجلد، والتي يمكن أن تسبب تهيجًا طوال الليل.
تغيير الملابس: لا يجب ارتداء ملابس الخروج داخل غرفة النوم أو احتضان الأطفال بها مباشرة. يجب خلعها فور الدخول لتقليل نقل الأتربة ومسببات الحساسية.
نظارات الشمس: في الأيام التي ترتفع فيها الأتربة، يُنصح بارتداء نظارات شمسية لحماية العينين من الغبار وحبوب اللقاح، وبالتالي تجنب حساسية العين.
تنظيف الأرضيات: يفضل استخدام ممسحة رطبة لتنظيف الأرضيات بدلاً من الكنس الجاف، الذي يثير الغبار.
3. الجانب الطبي والتغذوي
بالإضافة إلى النصائح البيئية، هناك جانب طبي مهم يجب اتباعه:
الالتزام بخطة العلاج: يجب على مرضى الحساسية الموسمية والمزمنة الاستمرار في تناول الأدوية والبخاخات الموصوفة بانتظام وعدم التوقف عنها بمجرد الشعور بالتحسن، إلا باستشارة الطبيب.
أمصال الحساسية (العلاج المناعي): بالنسبة للحالات الشديدة، يمكن استشارة الطبيب حول مدى الاستفادة من أمصال الحساسية، التي تعمل على علاج أصل المشكلة التحسسية المناعية، وقد تكون علاجًا نهائيًا أو مساعدًا يقلل الحاجة إلى الأدوية بشكل كبير.
بتطبيق هذه الإرشادات المتكاملة التي يقدمها الدكتور صلاح شعراوي، يمكن لمرضى الحساسية أن يستقبلوا موسم الخريف بأقل قدر من الأعراض، مما يضمن لهم حياة أكثر راحة وإنتاجية خلال هذا الفصل المتقلب. هل لديك أي أسئلة أخرى حول حساسية الخريف؟


لا توجد تعليقات